أرسلت أمانى عمر تقول، أنا فتاة فى العشرينيات من العمر، ووزنى يزيد عدة كيلوجرامات، وأريد عمل رجيم، وأجد صعوبة فى ذلك، وفى معظم أنواع الرجيم التى يكتبها المتخصصون، أجدهم ينصحون بشرب كمية وافرة من الماء، أريد أن أعرف ما علاقة شرب الماء بالرجيم، وهل شرب الماء ضرورى، حيث إنى لا أحب تناول المياه بكثرة؟
يجيب الدكتور أسامة حفنى استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلا:
يبحث الكثير من الناس عن الوصفة السحرية لتقليل الوزن الزائد، ويبذلون فى هذا البحث جهداً ومالاً جماً، والعجيب أن هذه الوصفة السحرية موجودة حولنا بل هى تغطى أكثر من ثلثى الكرة الأرضية، الماء، حيث إنه يساعد الكثير منا على تنظيم وزنه، بل أن الكثير ممن يكسبون بضعة كيلوجرامات من الوزن بدون أن تزيد وجباتهم الغذائية، يكون السبب فى ذلك هو أنهم لا يشربون الكمية الكافية من الماء يوميا، ومن خلال خبرتى وجدت أن الكثير من الناس لا يقومون بشرب المياه بالمعدل المطلوب، بل إن كثيراً منهم لا يشرب حتى كوباً واحداً طوال اليوم، وهو السبب الحقيقى وراء اكتسابهم وزناً زائداً بدون داع.
ويضيف: الماء يساعد فى معظم العمليات الحيوية التى يجريها الجسم لكى يحيا، ومن أهمها عملية التمثيل الغذائى metabolism، وهو العنصر الأساسى لإتمام هذه العملية بنجاح، والكبد يقوم بدور مهم فى التمثيل الغذائى للدهون، فهو المسئول عن تحويل الدهون المختزنة للطاقة، (وهو يقوم بوظائف مهمة كثيرة أخرى، ولكن هذه هى الوظيفة الأهم فى موضوع التخلص من الدهون الزائدة)، ومن وظائف الكبد المهمة الأخرى أنه يساعد الكلى على التخلص من النفايات، ولتقوم الكلى بهذه العملية، فإنها تحتاج إلى وفرة من الماء، فإذا حرمت الكلى من الماء، فإن الكبد لا يستطيع القيام بمهامه بنفس الكفاءة، وبالتالى فإنه يقوم بتخفيض إنتاجه من تحويل الدهون المختزنة إلى طاقة، وذلك لتقليل النفايات الناتجة عن التمثيل الغذائى للدهون، لئلا يكون هناك ضغط على الكلى لتراكم النفايات فيها، لعدم قدرتها على التخلص منها فى ظل ندرة الماء. فإذا كان الإنسان لا يشرب الكمية الوافية من الماء فإنه يظلم كبده، علاوة على أنه يساعد خلايا الجسم على تخزين المزيد من الدهون.
والكثير من الناس عندما يعلمون بأهمية شرب الماء، ويحاولون زيادة الكمية التى يتناولونها من الماء يفشلون فى الاستمرار فى ذلك، بسبب الذهاب المتكرر للتخلص من الماء الزائد، وهذا شىء طبيعى، فعندما يزيد المرء من شرب الماء، فإنه فى الأيام الأولى سيحدث هذا، وسيكون إفراز الكلى للماء سريعا، مما يؤدى إلى الشعور بالرغبة فى التخلص من كميات الماء التى تم تناولها، وقد يؤدى هذا بالبعض إلى الإحباط، بسبب تأثير هذا على عاداته اليومية وعلى العمل، مما يؤدى بالبعض إلى العودة لتقليل كمية الماء، ولكن هذا ليس هو الحل، فإن الاستمرار فى تناول القدر الكافى من الماء هو السبيل إلى علاج هذا، فإنه بعد عدة أيام سيبدأ الجسم فى التوازن، وينظم عملية إخراج الماء وستقل تدريجا الرغبة فى التخلص من كميات الماءن بل سوف يعود المرء إلى معدله الطبيعى.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع